الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: نزع الخافض في الدرس النحوي
ويشكل على تقدير المضاف في الآية وجود مانع وهو بدل الاشتمال {أن تبروهم} إلا أن يكون على مذهب من يرجع جميع الأبدال إلى البدل المطابق، فيقدر لأجل ذلك مضافا في المبدل منه كما سيأتي بيانه.ثامنها: ما دل الشرع على حذفه وتعيينه، كقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى} (1) أي: مواضع الصلاة، في قول.تاسعها: ألا يستقيم الكلام، ولا يصح المعنى إلا به، كقوله- صلى الله عليه وسلم-: إن الله عز وجل قال: «إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر فله الجنة» (2) أي بفقد حبيبتيه أو بأخذ حبيبتيه، وكقوله- صلى الله عليه وسلم-: «إياك والحلوب» (3) أي: وذبح الحلوب.ثاني الشرطين: ألا يكون المضاف إليه جملة:شرطه جماعة من النحويين (4)، لأن الجملة لا تصلح أن تعرب بإعراب المضاف فلا يبقى في اللفظ دليل على المحذوف، وتوسع آخرون في التعبير عن هذا الشرط بقولهم: إن إقامة المضاف إليه مقام المضاف مشروطة بصلاحيته لذلك الإعراب (5)، وفرعوا عليه ألا يكون المضاف إليه جملة، ويشكل عليه مسائل قدروا فيها مضافا ولا يصلح المضاف إليه القائم مقام المضاف أن يعرب بإعراب المضاف، من ذلك:- - - - - - - - - -(1) النساء: 43.(2) الحديث أخرجه أحمد في المسند: 10 /466، برقم: 12407، والبخاري في صحيحه، كتاب المرضى، باب فضل من ذهب بصره، برقم: 5653. ينظر: فتح الباري: 10 /142.(3) الحديث أخرجه مسلم في صحيحه في كتاب الأشربة، باب جواز استتباعه غيره: 13 /212، برقم: 5281، وابن ماجه في كتاب الذبائح، باب النهي عن ذبح ذوات الدر: 3 /126، برقم: 3180.(4) ينظر: حاشية ياسين على التصريح: 2 /55، وحاشية ابن حمدون: 369- 370.(5) ينظر: حاشية ياسين على الألفية: 1 /277، وحاشية الصبان: 2 /271، وحاشية الخضري: 2 /38.
النسخة المطبوعة رقم الصفحة: 404- مجلد رقم: 1
|